يوميات أحدهم


خربشة وجدتها مكتوبة بين صفحات أوراقي الكثيرة




كتبتها قبل سنوات



و أحببت أن أنشرها هنا الآن








الساعة 8
صوت منبه ، يرن يكل قوة ، يزيح ستار الصمت ، و يستيقظ احدهم بكسل ، فيرمي المنبه بإحدى وسادتيه ، حتى يقع المنبه أرضا ، و هو أخرس .
يعود احدهم للنوم من جديد على وسادته الثانية ، يعود للنوم و هو يتمتم ببعض الكلمات التي ربما تكون شتائم .

الساعة 8:45
يستيقظ مفزوعا ، فالوقت تأخر ، و يلقي بلومه على المنبه ، الذي لم يتحرك من مكانه ، و لم يسحب عنه الأغطية ، و لم يوقظه في الوقت المناسب .

يستيقظ ،يغسل وجهه بسرعة ، فلا ينظر حتى للمرآة أمامة ، ليس لأنه مستعجل ، لا بل لأنه يخشى النظر في عيون أحد ، حتى لو كان هو نفسه ، أحدهم .

يرتدي ثياب الأمس الملقاة على الأرض ، ليس لأنه لا يملك غيرها ، بل لأنه يخشى ان يلاحظ أحدهم أنه غير من هيئته .

الساعة 9:00
ينطلق مسرعاً بسيارته ، المفروض أن يكون في هذا الوقت في مكان عمله ، لكن كل اللوم يلقى على المنبه الذي لم يحاول حتى المحاولة أن يرن مرة أخرى .

الساعة 9:15
تأخر عن عمله ، و أوقفته اشارة المرور ، تأخر كثيراَ ، يبدأ في الضغط على منبه السيارة ، ليعلن للجميع أنه تأخر ، يخرج رأسه من النافذة و يتكلم ببعض الكلمات حتى يبين للجميع أنه تأخر،
و كل هذا بسبب المنبه .

الساعة 9:30
وصل اخيرا لمكان عمله ، يحاول أن يجد مكانا ليوقف سيارته ، لكنه لا يوجد ، فكل الأماكن مشغولة ، وكل هذا بسبب المنبه .

بعد طول بحث ، وجد ركنا بعيداَ قليلاَ عن مكان عمله ، ركناَ يصلح لركن السيارة ، ترجل أحدهم من سيارته ، و أسرع الخطى ، و هو يتمتم في كلمات نصفها شتائم ، يسب فيها المذنب في كل هذا ، المنبه .

الساعة 9:40
وصل إلى مكان عمله ، اوقفه مراقب الدوام ، و لأنه تأخر ،تم خصم ثلاثة أيام من مرتبه ، حاول ان يشرح لهم الامر ، لكن بائت محاولاته بالفشل ، اشتاط غيضا ، فهذه المرة الرابعة في هذا الاسبوع الذي يخصم فيها ثلاثة ايام من مرتبه .

الساعة 10:00
وصل إلى مكتبه ، و هو يخاطب نفسه ، يلعن المنبه الذي كان سببا في كل الخصومات على راتبه .

الساعة 11:00
لم يأكل شيء حتى الآن ، فهذا وقت كوب القهوة المرّة التي يشربها باستمتاع ، يذهب لركن القهوة ، يتفقد آلة إعداد القهوة ، لكنه يجد ورقة كتب عليها ،
(نأسف الآلة غير صالحة للإستخدام ، اشرب اليوم حليب بدل القهوة) ،يستشيط غيضا ، و يرمي يكوبه الفارغ من القهوة ، و يلعن المنبه سبب كل هذا .

الساعة 11:30
في المكتب ، يبحث عن علبة السجائر ، لكنه لا يجدها ، يسئل زميله في المكتب أن يعطيه سيجارة من عنده ، و يقول كلمات يلعن بها المنبه الذي كان سببا في ان ينسى جلب علبة سجائر معه ، لكن زميلة غير مدخن ، و يخبره أن المدير أقرّ قرارا بمنع التدخين في الشركة ،
يلعن من جديد المنبة مرات و مرات .

الساعة 12:00
يطلبه المدير العام ، و السبب كثرة تأخيره و قلة اهتمامه بعمله و نفسه ، يحاول الدفاع عن نفسه ، فيلقي كل اللوم على المنبه ، لم يقتنع المدير بحجته القوية ، فأعطاه إجازة لمدة أسبوعين ، حتى يشتري منبها آخر لا يكون سببا في كل همومه .

الساعة 12:30
و قبل انتهاء الدوام ، حمل احدهم نفسه و خرج من الشركة ، و السبب لا احد يعلم .

الساعة 13:00
في الطريق ، و أثناء قيادة سيارته ، و دون ان ينتبه صدم أحدهم آخر .
آخر سقط على الارض ، ذون اي حراك ، ترجل احدهم من سيارته ، و هو لا يفهم ما يجري ، و لا يعلم ما يفعل ، حمل عدد من من شهد الامر آخر ، و وضعوه في سيارة أحدهم ، و احدهم لا يفهم ما يجري، صعد بعضهم إلى السيارة و قادها أحدهم إلى أقرب مستشفى.


الساعة 13:30
إلتقي الجميع في المركز ، و فتح المحضر ، و جاء الشهود ، كل يروى قصته من وجهة نظره بخصوص الحادث ، لم تعجب قصة أحدهم أهل الآخر ، و لم تعجب قصة أهل الآخر أحدهم ، تعالت أصواتهم ، و تشابكت ايديهم و لم يكن من شيء ليوقفهم إلا صوت احد الشرطة الذي وضع نفسه بين ايديهما .

الساعة 14:00
كان أحدهم في زنزانة الحجز.


الساعة 22:00
يسمع احدهم صوت معدته الخاوية ، التي لم يدخلها شيء منذ البارحة ، و لأنه لا يملك من يسأل عنه ، بقي دون أن يأكل شيء .
و السبب المنبه ، لا أعلم فربما كان المنبه يطبخ لأحدهم الطعام ، حتى يلومه على جوعه .


الساعة 24:00
انتصف الليل ، وأحدهم مازال في زنزانته .

الساعة 22:00
من اليوم الرابع عشر على اقامة أحدهم في قسم الشرطة.
يخرج أحدهم من مركز الشرطة أخيرا، بعد ان تحسنت حال آخر و خرج من المستشفى .

الساعة 23:00
يعود إلى منزله ، و أول شيء يفعله النوم ، النوم على سريره المريح .

الساعة 8:00
يرن المنبه المرمي على الارض ، يرن من تحت الوسادة ، ويستيقظ أحدهم ، و ينقض على المنبه ، و يضربه بكل ما أوتي من قوة ، يدوسه ، يسحقه ، يحطمه فلا يجعل له جزئين متصلين، و يفرغ كل شحنات الغضب في هذا المنبه الذي كان سببا في كل ما جرى له في الاسبوعين الماضيين .

الساعة 8:30
يعود احدهم للنوم من جديد

الساعة 10:00
يرن هاتفه النقال ، و المتصل زميله في العمل ، يسأل عن سبب غيابه اليوم عن العمل ؟.
فيجيب أحدهم أنه في اجازة لمدة أسبوعين .
فينبهه صديقه أن الإجازة انتهت بالامس ، و ان المدير سيطردك إن لم تأتي اليوم لعملك .

يتنهي الاتصال ، و يلتفت أحدهم حوله ، ليبحث عن شيء يلومه على كل هذا ، فلا يجد المنبه ، لأنه تحطم و انكسر لأكثر من مائة قطعة .

ربما الأن س يلقي بلومه على هاتفه النقال ، الذي رن و ايقظه من نومه .






هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم ...



    نلوم زماننا ... و العيب فينا ...

    جميلة اعجبتني :) ...

    خالص تحياتي

    ردحذف
  2. السلام عليكم

    أبدعت إحداهن في وصف ما يجري في حياة أحدهم اليومية و التي صادفت أن تكون مشابهة لحياة العديدن منا و خاصة العزاب !!

    بوركتي يا إحداهن

    أحدهم ^_^
    C16 ED_40

    سلام

    ردحذف
  3. فعلا فراشة أبدعت في هذه السطور خيال واسع وغني ولغة عربية متقنة وثقافة واضحة أبرزت هذه القصاصة الجميلة ...... دمت لنا مبدعة ولا تتوقفيعن الكتابة.

    ردحذف
  4. جميل سلمت يمناكي

    ردحذف
  5. جمييييييييييييييل

    ردحذف

السلام عليكم

كم يسرني أن تكتب تعليقا هنا

و شكرا مقدما

سلامي

رفرفة قلم © 2008 | تصميم حسن تطوير و تعديل فراشة