الساعة 8
صوت منبه ، يرن يكل قوة ، يزيح ستار الصمت ، و يستيقظ احدهم بكسل ، فيرمي المنبه بإحدى وسادتيه ، حتى يقع المنبه أرضا ، و هو أخرس .
يعود احدهم للنوم من جديد على وسادته الثانية ، يعود للنوم و هو يتمتم ببعض الكلمات التي ربما تكون شتائم .
الساعة 8:45
يستيقظ مفزوعا ، فالوقت تأخر ، و يلقي بلومه على المنبه ، الذي لم يتحرك من مكانه ، و لم يسحب عنه الأغطية ، و لم يوقظه في الوقت المناسب .
يستيقظ ،يغسل وجهه بسرعة ، فلا ينظر حتى للمرآة أمامة ، ليس لأنه مستعجل ، لا بل لأنه يخشى النظر في عيون أحد ، حتى لو كان هو نفسه ، أحدهم .
يرتدي ثياب الأمس الملقاة على الأرض ، ليس لأنه لا يملك غيرها ، بل لأنه يخشى ان يلاحظ أحدهم أنه غير من هيئته .
الساعة 9:00
ينطلق مسرعاً بسيارته ، المفروض أن يكون في هذا الوقت في مكان عمله ، لكن كل اللوم يلقى على المنبه الذي لم يحاول حتى المحاولة أن يرن مرة أخرى .
الساعة 9:15
تأخر عن عمله ، و أوقفته اشارة المرور ، تأخر كثيراَ ، يبدأ في الضغط على منبه السيارة ، ليعلن للجميع أنه تأخر ، يخرج رأسه من النافذة و يتكلم ببعض الكلمات حتى يبين للجميع أنه تأخر،
و كل هذا بسبب المنبه .
الساعة 9:30
وصل اخيرا لمكان عمله ، يحاول أن يجد مكانا ليوقف سيارته ، لكنه لا يوجد ، فكل الأماكن مشغولة ، وكل هذا بسبب المنبه .
بعد طول بحث ، وجد ركنا بعيداَ قليلاَ عن مكان عمله ، ركناَ يصلح لركن السيارة ، ترجل أحدهم من سيارته ، و أسرع الخطى ، و هو يتمتم في كلمات نصفها شتائم ، يسب فيها المذنب في كل هذا ، المنبه .
الساعة 9:40
وصل إلى مكان عمله ، اوقفه مراقب الدوام ، و لأنه تأخر ،تم خصم ثلاثة أيام من مرتبه ، حاول ان يشرح لهم الامر ، لكن بائت محاولاته بالفشل ، اشتاط غيضا ، فهذه المرة الرابعة في هذا الاسبوع الذي يخصم فيها ثلاثة ايام من مرتبه .
الساعة 10:00
وصل إلى مكتبه ، و هو يخاطب نفسه ، يلعن المنبه الذي كان سببا في كل الخصومات على راتبه .
الساعة 11:00
لم يأكل شيء حتى الآن ، فهذا وقت كوب القهوة المرّة التي يشربها باستمتاع ، يذهب لركن القهوة ، يتفقد آلة إعداد القهوة ، لكنه يجد ورقة كتب عليها ،
(نأسف الآلة غير صالحة للإستخدام ، اشرب اليوم حليب بدل القهوة) ،يستشيط غيضا ، و يرمي يكوبه الفارغ من القهوة ، و يلعن المنبه سبب كل هذا .
الساعة 11:30
في المكتب ، يبحث عن علبة السجائر ، لكنه لا يجدها ، يسئل زميله في المكتب أن يعطيه سيجارة من عنده ، و يقول كلمات يلعن بها المنبه الذي كان سببا في ان ينسى جلب علبة سجائر معه ، لكن زميلة غير مدخن ، و يخبره أن المدير أقرّ قرارا بمنع التدخين في الشركة ،
يلعن من جديد المنبة مرات و مرات .
الساعة 12:00
يطلبه المدير العام ، و السبب كثرة تأخيره و قلة اهتمامه بعمله و نفسه ، يحاول الدفاع عن نفسه ، فيلقي كل اللوم على المنبه ، لم يقتنع المدير بحجته القوية ، فأعطاه إجازة لمدة أسبوعين ، حتى يشتري منبها آخر لا يكون سببا في كل همومه .
الساعة 12:30
و قبل انتهاء الدوام ، حمل احدهم نفسه و خرج من الشركة ، و السبب لا احد يعلم .
الساعة 13:00
في الطريق ، و أثناء قيادة سيارته ، و دون ان ينتبه صدم أحدهم آخر .
آخر سقط على الارض ، ذون اي حراك ، ترجل احدهم من سيارته ، و هو لا يفهم ما يجري ، و لا يعلم ما يفعل ، حمل عدد من من شهد الامر آخر ، و وضعوه في سيارة أحدهم ، و احدهم لا يفهم ما يجري، صعد بعضهم إلى السيارة و قادها أحدهم إلى أقرب مستشفى.
الساعة 13:30
إلتقي الجميع في المركز ، و فتح المحضر ، و جاء الشهود ، كل يروى قصته من وجهة نظره بخصوص الحادث ، لم تعجب قصة أحدهم أهل الآخر ، و لم تعجب قصة أهل الآخر أحدهم ، تعالت أصواتهم ، و تشابكت ايديهم و لم يكن من شيء ليوقفهم إلا صوت احد الشرطة الذي وضع نفسه بين ايديهما .
الساعة 14:00
كان أحدهم في زنزانة الحجز.
الساعة 22:00
يسمع احدهم صوت معدته الخاوية ، التي لم يدخلها شيء منذ البارحة ، و لأنه لا يملك من يسأل عنه ، بقي دون أن يأكل شيء .
و السبب المنبه ، لا أعلم فربما كان المنبه يطبخ لأحدهم الطعام ، حتى يلومه على جوعه .
الساعة 24:00
انتصف الليل ، وأحدهم مازال في زنزانته .
الساعة 22:00
من اليوم الرابع عشر على اقامة أحدهم في قسم الشرطة.
يخرج أحدهم من مركز الشرطة أخيرا، بعد ان تحسنت حال آخر و خرج من المستشفى .
الساعة 23:00
يعود إلى منزله ، و أول شيء يفعله النوم ، النوم على سريره المريح .
الساعة 8:00
يرن المنبه المرمي على الارض ، يرن من تحت الوسادة ، ويستيقظ أحدهم ، و ينقض على المنبه ، و يضربه بكل ما أوتي من قوة ، يدوسه ، يسحقه ، يحطمه فلا يجعل له جزئين متصلين، و يفرغ كل شحنات الغضب في هذا المنبه الذي كان سببا في كل ما جرى له في الاسبوعين الماضيين .
الساعة 8:30
يعود احدهم للنوم من جديد
الساعة 10:00
يرن هاتفه النقال ، و المتصل زميله في العمل ، يسأل عن سبب غيابه اليوم عن العمل ؟.
فيجيب أحدهم أنه في اجازة لمدة أسبوعين .
فينبهه صديقه أن الإجازة انتهت بالامس ، و ان المدير سيطردك إن لم تأتي اليوم لعملك .
يتنهي الاتصال ، و يلتفت أحدهم حوله ، ليبحث عن شيء يلومه على كل هذا ، فلا يجد المنبه ، لأنه تحطم و انكسر لأكثر من مائة قطعة .
ربما الأن س يلقي بلومه على هاتفه النقال ، الذي رن و ايقظه من نومه .