في إنتظار المسلسل



تتنقل بين محطات الإذاعة المرئية ، قبيل دقائق من بداية المسلسل .

و كالعادة ، هناك عرض للإعلانات يشاهده المتفرج ضريبة لمشاهدته العرض .



الإعلان الأول

سيدتي ، لشعر جذاب ، طويل ، لامع ، ناعم الملمس ، نقدم إليك هذا المنتج ، غسول للشعر ، يعيد إليه صحته و جماله .



ترفع يدها إلى شعرها ، تتحسس ملمسه الخشن الأطراف ، و تتذكر كيف تحول إلى هذا الحال ، بعد أن إحترق .



الإعلان الثاني

لتحصلي على بشرة ناعمة ، و مشرقة ، إستعملي هذا المنتج ، في عشرة أيام فقط يعيد إلى بشرتك جمالها .



ضحكت ، فآلمتها بشدة آثار الحروق التي شوهت وجهها ، رفعت يدها اليسرى كرد فعل للألم ، لكنها تألمت أكثر ، فالحرق لم يكتفي بجزء من وجها فقط بل وصل حتى كتفها و ذراعها و أكثر من ذلك .





إعلان آخر

لكل الرياضيين ، لتمارس الرياضة بكل راحة ، ننصحكم بإستعمال أحذيتنا ، فهي مريحة و صحية و تحمل شهادة الجودة العالمية .

يمكنك أن تسير و تجري و تقفز بكل راحة ، و لن تشعر بالتعب .

إتصلوا الآن .





مررت يدها على مسند الكرسي الذي تجلس عليه ، فوصلت إلى العجلات التي تزين جانبية ،

سألت نفسها ( هل تنفع هذه الأحذية لأصحاب الكراسي ذات العجلات ؟؟؟؟ ).





الإعلان الثالي .

التدخين ضار بالصحة

وزارة الصحة



إعلان قصير هذه المرة ، لكنها تذكرت كيف كان نقاشهما الدائم حول تدخينه المستمر ، حتى بات هذا النقاش لا ينتهي إلا بشجار في الغالب ، لكن في المرة الأخيرة كان النقاش في السيارة ، و لم ينتهي بشجار ، بل انتهى بسقوط السيجارة على كرسي السائق ، و بينما كان يحاول السائق إطفائها ، انتهى آخر شجار بينهما .



الإعلان ما قبل الأخير

لكل الأمهات ، إليك هذا الكرسي ، المتعدد الإستعمالات ، يمكن أن يكون مهدا للطفل ، أو كرسي لتناول الطعام ، و كرسي سيارة ................................



تذكرت كم مرة طلبت منه أن يشتري كرسيا للسيارة لتُجلس طفلهما عليه ، كانت تحمل طفلها في حضنها ذاك اليوم ، تذكرت كيف إرتطم بزجاج السيارة الأمامي بشدة ، لكنهم أخبروها أنه وجدوا جسده الصغير مهشما بعد الحاذث .





الإعلان الأخير



لا تسرع ، فالموت أسرع .



إعلان سريع جدا ، تذكرت أن سيارتهم القديمة لم تكن أبدا مسرعة ، لكن من اصطدم بهم كانت سيارته مسرعة .

ربما كان الأفضل لو كان الإعلان

( لا تسرع ، حتى لا تقتل أحدا بشكل أسرع )







أخيرا بدأ المسلسل ، لكنها أغلقت جهاز الإذاعة المرئية ، فلم يعد هناك داع من مشاهدة المسلسل ، لأن حياتها كانت أشبه بمسلسل .









سلامي




هناك 4 تعليقات:

  1. رفرفة كل القنوات تتحصل لى تمويل من الإعلانات ومن هو المستهدف ؟

    المواطن الغلبان

    كل دعاية وانت بخير

    ردحذف
  2. غير معرف8/4/10 21:28

    السلام عليكم ورحمة الله
    تجاوزا عن موضوع من مع من ؟ ومن يمول من ؟
    فالعمل الدعائي فن وقبل ذلك علم وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من تغليف مانبيع برونق الكلام ومعسوله وان هذا سيُلغي بركة مانجنيه
    وفي قنواتنا العربية (حتى الدينية منها ) وأنا لاأُحبذ هذا التعبير تمارس أخطاء دعائية فادحة وأخاف أن تُنسب هذه الأخطاء الى الدين
    وحتى ان تجاوزنا هذه الأخطاء وانطلقنا الى الدعايات الاخرى فسندق ناقوس الخطر امام دعايات الادوية التي تسعى الى الارقام قبل صحة الانسان فاستخدمت في وسيلتها التحقيق الإيجابي العاطفي بمعنى إظهار الناس في الدعاية سعداء بعد استخدام الدواء المُعلن عنه.
    ومفهوم «الحملة الدعائية» يعتمد بالأساس على صنع علاقة تنمو تدريجاً مع المتفرج وتستهدف عملياته الشرائية البعيدة المدى وتستهدف شريحة معينة في توقيت معين.. حتى انه في الستينات اطلقوا على المسلسلات التي تتعدى حلقاتها الثلاثون إسم مسلسلات الصابون لأنها كانت تعرض صباحا وربة الدار بالمنزل وأكثر شئ استهلاكي ويومي هو الصابون رغم ان فيما مضى كان لكل بلد طبيعته ودعايته اما اليوم فأختلط الحابل بالنابل فأصبحت حياتنا سلطة من غير نوع معين من السلطة وذاك المشروب اللي بيعطيك جوانح ومن غير الفيري حياتنا قرف ودهون...
    وايضا قد نغض الطرف عن هذا وبين البايع والشاري يفتح اللة.
    فماذا نفعل بالاشياء المدمرة للاخلاق والدعايات الجوفاء لنلمس عن كتب حقيقة انه:
    إذا كان السجن هو جامعة الجريمة فإن التلفزيون هو المدرسة الإعدادية
    للانحراف
    وبدون ان نغض الطرف عن هذه النقطة لابد ان اوضح شئ بشكل سريع ولااعلم صحته لكنه مجرد رأي ورؤية اعلامية وهى
    صلاتك قبل مماتك
    هل هى من قبيل السم في الدسم ؟
    وارتباط الصلاة بالموت في ذهن المتتبع الذي تغيب عنه الدعاية وتبقى الصورة وهذا احد ركائز الفن الاعلامي لتندثر بالتالي مفهوم الصلاة وارتباطها براحة المسلم ( ارحنا بها بلال )؟
    ثم عرضها في قنوات من نوع ( الهشك بشك)؟

    تدوينة قيمة في مدونة قيمة لازلت سائرا في سبر أغوار كنوزها

    واقسم بالله هذا ليس دعاية للمدونة لكنه من باب تأكيد الاية الكريمة
    ( ولاتبخسوا الناس أشياؤهم )

    علي رحيل

    ردحذف
  3. السلام عليكم



    غيداء التواتي

    أكيد

    كما يتم ختم كل دعاية مشهورة


    جيوبكم هو هدفنا

    إتصل الآن


    سلامي

    ردحذف
  4. السلام عليكم

    علي محمد رحيل

    أخي

    هذا أول رد لك في حقولي

    و لم أجد ما أرد به على كلماتك

    فلا أملك ما يوازيها

    لا علما و لا كلما


    أخي

    فعلا هناك تناقض تام بين القنوات التي تعرض الدعاية الدينية

    و البرنامج الذي تتخلله هذه الدعايات

    و كأنهم يقولون

    نحن قدمنا كل الأنواع و الأصناف

    و الإنحراف ناتج عن المشاهد

    فهو إختار ما يتابع بكل حرية و بلا إجبار من أحد


    .........

    مديحك يا أخي بخصوص مدونتي المتواضعة جدا أخجلني

    و أنت صاحب المخلاة الليبية بكل ما تحويه

    أتمنى أن تكون مدونتي فعلا تستحق هذه الدعاية


    شكرا لك


    في أمان الله


    سلامي

    ردحذف

السلام عليكم

كم يسرني أن تكتب تعليقا هنا

و شكرا مقدما

سلامي

رفرفة قلم © 2008 | تصميم حسن تطوير و تعديل فراشة