في غرفة الانتظار يجلس بهدوء و بجواره شقيقته تمسك بيده
بقوة ينتظر دوره لزيارة طبيب العيون ، يسمع صوت أحد المرضى يحكي قصته لآخر ، فقد
أصاب عينيه ضعف في النظر من كثرة استعمال الحاسوب ، كان يتابع و يصور و يسجل و
يرسل كل الأخبار التي يستطيع الحصول عليها ، ويراسل وكالات الانباء بها ، الآخر
يخبره أن يكاد أن يخسر عينه بسبب الأخبار التي كان يسمعها ، فهو مصاب بالسكري و
فقد احدى قدميه سابقاً و جاء دور عينه ، غيرهم يخبرهم أنه فقد عينه بشظية قذيفة انفجرت
بالقرب منه في جبهة الحرب ، و أب يحكي معانات طفله الذي تشوه وجهه و فقد نضره
عندما كان نائما بالقرب من نافذة بيتهم التي تحطمت بفعل انفجار ضخم في المعسكر
المجاور لهم .
مع كل هذه القصص و المآسي بقي صامتا يبتسم بهدوء ، و
شقيقته بجواره يمسك بيدها بقوة ، و لم ينسى أن المرتزقة أخرجت عيناه من محجريهما
ليكون آخر ما يراه قتلهم لكل أفراد أسرته و اغتصابهم لشقيقته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم
كم يسرني أن تكتب تعليقا هنا
و شكرا مقدما
سلامي