في الانتظار - طبيب العيون






في غرفة الانتظار يجلس بهدوء و بجواره شقيقته تمسك بيده بقوة ينتظر دوره لزيارة طبيب العيون ، يسمع صوت أحد المرضى يحكي قصته لآخر ، فقد أصاب عينيه ضعف في النظر من كثرة استعمال الحاسوب ، كان يتابع و يصور و يسجل و يرسل كل الأخبار التي يستطيع الحصول عليها ، ويراسل وكالات الانباء بها ، الآخر يخبره أن يكاد أن يخسر عينه بسبب الأخبار التي كان يسمعها ، فهو مصاب بالسكري و فقد احدى قدميه سابقاً و جاء دور عينه ، غيرهم يخبرهم أنه فقد عينه بشظية قذيفة انفجرت بالقرب منه في جبهة الحرب ، و أب يحكي معانات طفله الذي تشوه وجهه و فقد نضره عندما كان نائما بالقرب من نافذة بيتهم التي تحطمت بفعل انفجار ضخم في المعسكر المجاور لهم .
مع كل هذه القصص و المآسي بقي صامتا يبتسم بهدوء ، و شقيقته بجواره يمسك بيدها بقوة ، و لم ينسى أن المرتزقة أخرجت عيناه من محجريهما ليكون آخر ما يراه قتلهم لكل أفراد أسرته و اغتصابهم لشقيقته .


رفرفة قلم © 2008 | تصميم حسن تطوير و تعديل فراشة